التضليل الإعلاميّ… تهديد من نوع آخر للمسيحيّين في سوريا

بعد التغيير، بات المسيحيّ السوريّ أكثر عرضة للوقوع ضحيّة التزييف الإخباريّ بعد التغيير، بات المسيحيّ السوريّ أكثر عرضة للوقوع ضحيّة التزييف الإخباريّ | مصدر الصورة: mehmetilbaysozu/Shutterstock

بالتزامن مع احتفال الصحافيّين باليوم العالمي لتدقيق المعلومات في 2 أبريل/نيسان من كلّ عام، تحضر الأزمة السورية وما يرافقها من زحمة أخبار مضلِّلة إلى الأذهان.

شهدت بداية الأزمة في سوريا قبل نحو 14 عامًا تدفّقًا كبيرًا للمعلومات مع انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أدّى ذلك دورًا مهمًّا في تكوين آراء السوريين. اليوم، وبعد تغيير السلطة في البلاد، كيف تؤثر تلك المعلومات في الشارع المسيحي خصوصًا أنّ الإعلام بمفهومه الحقيقي ما زال غائبًا منذ عقود.

اليوم، بات المسيحي السوري أكثر عرضة للوقوع ضحية التزييف الإخباري. في الأيام الأولى بعد التغيير انتشر خبر مفاده تولي رئيس الكنيسة اللاتينية في سوريا المطران حنا جلوف منصب محافظ حلب، وهو ما نفاه الأخير. ونشرت قناة الجزيرة قبل أيام فيديو للمطران نفسه مدّعيةً أنّه احتفال بعودة المسيحيين إلى قراهم. ولكنّ الفيديو يعود إلى بداية العام الحالي، ويصوِّر احتفال أهل القرية بزيارة راعيهم.

من أهمّ مظاهر التضليل الإعلامي في المشهد السوري تلفيق أخبار عن مقتل المسيحيين، مثلما حدث عندما انتشر خبر مقتل محامٍ مسيحي يدعى إيليا حنا من صافيتا في طرطوس، لكن بعد الاستقصاء تبيّن عدم وجود شخص بهذا الاسم في البلدة، فيما تعود الصورة المرفقة بالخبر إلى رياضي جورجي. كذلك، كثيرًا ما تصوَّر أحداث قُتل فيها مسيحيون نتيجة الانفلات الأمني بأنّها اضطهاد ديني، وهو ما لم يحصل حتى اليوم بتأكيد من السلطات الكنسية نفسها.

ومن أخطر المعلومات المغلوطة المتداولة إطلاق لقب «بني أمية» على السلطة السورية الحالية. وهذا التعبير يعدّه بعض المسلمين السنّة فخرًا، بينما يستخدمه بعض المسيحيين والمسلمين من الطوائف الأخرى صيغة «ذم»، في إشارة واضحة إلى استمرار الأحقاد منذ نحو 1400 سنة والبقاء (فكريًّا) في زمن العصور الوسطى.

وفي هذا الإطار، يقول المفكر السوري أدونيس: «الخلافة الأموية كانت خلافة مدنية، خلقت عظمة دمشق وجعلتها واسطة بين العربي المسلم والآخر، وأوجدت الأندلس». أما الباحث في اللاهوت وعلم الأديان البروفيسور نجيب عوض، صاحب كتاب المسيحية الأموية، فيعتبر أنّ «العقل الأموي (للأسرة السفيانية على الأقلّ) كان لديه طموح كوني وتعددي، ولم يكن يريد أن يبني هوية دينية بل حضارية. والمسيحيون لم يختاروا العزلة إذ لم يشعروا بأنّهم على الهامش أو أغراب، بل آمنوا بأنّهم جزء من تلك الهوية».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته